, من رسالة بان – كي مون، السكرتير العام للأمم المتحدة
الـــيوم الــــعالمي لـــــمساندة ضـــحـايـا التـعذيب 2011
بيان صحفي: المجموعة السودانية لمناهضة التعذيب.
للتواصل معنا:
ناجي ميرغني – فيرجينيا
صديق عبدالهادي – بنسلفانيا
محمد القاضي – ماسيتشوستس
"حضروا للقبض علي فى الليل حين كانت الكهرباء مقطوعة عن المنطقة، ليتأكد لهم أن أسرتي لن تتعرف عليهم. ثم تم أخذي إلى مكاتب الأمن الشهيرة فى شرق مدينة نيالا— إلى تلك المكاتب التى نالت شهرتها فى ولاية دارفور كأحد اسوأ بيوت الأشباح على الإطلاق. لقد كان التعذيب الذى نلته فظيعا ومتعدد الأساليب. ولكنه وإن كان قد إشتمل على الضرب والجلد والصعق بالكهرباء والضغط النفسي والبدني وغيرها من الأساليب— فإن أسوأها جميعا، أنهم أمروني بالمشي، حافى الأقدام، على زجاج مهشم. وحين رفضت الإنصياع لهم، صعقوني بالكهرباء، فسقطت على الزجاج المهشم، ولا زلت أحمل ندبات جراحي من تلك التجربة المخيفة."
إبراهيم أبكر، 29 عام: مهندس كهرباء.
نيالا- دارفور
ا مرة أخرى والمجموعة السودانية لمناهضة التعذيب تترقب يوم الأمم المتحدة العالمي لمساندة ضحايا التعذيب بتفاؤل يعتريه الحذر. إن فى البيت الأبيض الآن لاشك إدارة أفضل وأكثر إلتزاما نحو وضع نهاية للتعذيب، ونحو إغلاق معتقل جوانتانمو الشهير. إلا أننا بدأنا نسمع نفس الجدل القديم مجددا بعيد القبض على أسامة بن لادن ومقتله. ذلك الجدل الذى يرجح كفة التعذيب.
لابد للتعذيب أن يتوقف. ولكي يتحقق ذلك، لابد أن يتم الكشف عمن يقفون خلفه. وإننا لندين ذلك التصريح الذى أدلى به بيتر كينج عضو الكونغرس الأمريكي عن ولاية نيويورك بشدة. الذى أعلن متباهيا، فى مقابلة له مع قناة فوكس، أن أسلوب الإيهام بالغرق قد ساعد فى العثور على أسامة بن لادن.
إن حالة حقوق الإنسان لا تبدو مبشرة على الإطلاق فى السودان. فقد أصبح نظام الرئيس عمر البشير أكثر قسوة فى إستخدامه للتعذيب والإغتصاب كوسائل لقمع الناشطين السلميين خلال السنة المنصرمة. ولقد إستمرت هذه الممارسات حتى أصبحت بمثابة السياسة الرسمية؛ خاصة منذ أن أصدرت المحكمة الدولية عريضة الإتهام، وما تبعها من مذكرة القبض على عمر البشير.
إن ما اقتبسناه هنا من شهادة إبراهيم أبكر لهو كفيل بأن يعطينا لمحة سريعة عن الحالة المأساوية فى منطقة دارفور. ولقد تسنى لنا الحديث معه الأسبوع الماضي فى نيالا بولاية دارفور، وكان حينها قد تم إطلاق سراحة قبيل شهر واحد. وقد كلفته معارضته السلمية لنظام الرئيس عمر البشير أن قبض عليه وتعرض للتعذيب مرات عديدة. فى هذه الشهادة كان إبراهيم أبكر يتحدث عن إعتقاله الأخير فى مايو من عام 2011. وكان ذلك نتيجة لمشاركته فى مظاهرة سلمية حين زار نائب الرئيس السوداني منطقة دارفور.
أعضاء المنظمة السودانية لمناهضة التعذيب يجددون مبادرة السنة الماضية لأجل بدء العمل على تفكيك منظومة التعذيب بناء على ما نصت عليه إتفاقية السلام الشامل عام 2005. وإننا نوقن أن هنالك طريق واحدة لبدء العمل على إعادة التوفيق والمعافاة، ألا وهي طريق العدالة الإنتقالية. ونجدد دعوتنا للرئيس عمر البشير لبدء إتخاذ الخطوات الآتية:
• تقديم إعتذار عام للناجين من التعذيب.
• تكوين لجان لتقصي الحقائق.
• البدء فى خطوات تعويض الناجين وأسر الضحايا.
لقد مرت أربع سنوات ولم تتخذ الحكومة السودانية أي خطوات على هذا النحو بعد، بل أن المزيد من مراكز التعذيب تفتتح كل يوم فى متفرق أنحاء البلاد. لهذا، وبما أن النظام السوداني قد فشل فى المبادرة، فإن المنظمة السودانية لمناهضة التعذيب قد بدأت فعلا فى تكويـن لجـان لتقصي الحقائق بين أفراد الشعب السوداني فى الخارج. ونحن نتمنى أن ترحب الجاليات السودانية فى مختلف أنحاء العالم بهذه المبادرة، وأن تبدأ فعلا فى تكوين لجانها لتقصي الحقائق. إن من المتوجب على كل من ساند الحكومة السودانية، وسياساتها التعذيبية، أن يتقدم بإعتذار عام. وإن من الأحرى بنا أن ندع الناجين يخبرون القصة: قصة تعذيبهم المدعوم من نظام الحكم.
فلنتكاتف ونعمل معا حتى نوقف هذه الجريمة الشنيعة.