http://9q9q.com/apr/1145584694.bmp
المشهد الكامل لاغتيال الدكتور علي فضل .. في تجديد المحبة والعهد لك يا علي ..د . أحمد حاج علي
وحدها واقعة ميامي القضائية هي التي جعلتني أكثر فهما و استيعاباً، و هي التي حركت في دواخلي العهد و أيقظت ذلك الأمل و تلك الإمكانية تجاه شهيدنا و شهيد حركة الأطباء و الشعب ، و من ناحية أخرى تفسر لي الواقعة سر ذلك الخوف الداهم الذي حاق بالحجاج بن يوسف الثقفي، و أورثه ذلك الضجر الأرعن المستبد الذي ظل يقابل به فتوى القاضي الورع سعيد بن جبير . . " القاتل يقتل و لو بعد حين..! " إن واقعة ميامي عند العام 2003 بولاية فلوريدا الأمريكية تتصل بما جرى في استاد سنتياغو الرياضي عند العام 1970 ، إذ يحكي بأن ثلاثاً من المعتقلين اللذين اكتظت بهم المدرجات بعد أن امتلأت و طفحت " معتقلات و بيوت أشباح" أوغستيو بينوشيه ، شاهدوا أربعة من محترفي القتل التابعين لجهاز أمن الانقلاب العسكري الدامي يطلقون النار (اختيارا و إصرار و ترصدا) على شخص ما ، هو أيضا معتقل و اعزل و ذلك بعد أن كدوا و جاهدوا في تحديده و فرزه من بين المئات!إذن و بعد 33 عاما صار اثنان من هؤلاء شهودا على أحد القتلة من أولئك الأربعة، و ذلك بعد أن توفى رب العزة و الجلالة الآخرين (شهودا و متهمين) . وهكذا دارت الأفلاك و الأزمنة لتستقر بوصلة الحق عند مقولة بن جبير . . " ولو بعد حين... و لو بعد 33 عاما " كان عيال أب جويل و منهم شهيدنا علي فضل احمد قد انطلقوا من تخوم كرري إلى فضاء السودان و سهوله الواسعة بعد أن واروا شهداءهم ثرى الوطن العزيز، و هم ما انفكوا يلعقون جراحهم!. . لقد نبهني استشهاد علي فضل و ضياعه من بين أيدينا على هذا النحو المأساوي إلى أننا و في أمر السودان ينطبق علينا قول المتنبي و فلسفته للموت في قصيدته المسماة "يدفن بعضنا بعضاً . . و صرنا إن أصابتنا رماح تكسرت النصال على النصال !". . فهاهو ألماظ يدفن ود حبوبة، و هاهو عبد الخالق يدفن ألماظ، و هاهو علي يدفن عبد الخالق، و هانحن ندفن علياً و ننتظر و ما بدلوا تبديلا ...! و منذ تلك الانطلاقة التاريخية الوثابة للعيال فالظلم و الاستباحة و القمع صولات و جولات و دول في السودان ! إن نفس علامة الاستفهام الكبيرة(؟) التي رسمتها أعمدة الدخان المتصاعدة من حطام عنبر جودة المحترق في سماء النيل الأبيض عام 1953 ، قد عادت لترتسم بوضوح في سماء مقابر الفاروق بالخرطوم عند صباح ذلك اليوم من ابريل1990 .. و هاهو شبح الاستفهام يتضخم و يكبر مرتحلا غربا و شرقا ليعلو فوق تلال البحر الأحمر و وهاد دارفور ..!! لماذا؟! لماذا قتلوا أولئك المزارعين الطيبين البسطاء عندما طالبوا بتوزيع دخل المشروع وفقاً لنسبة جديدة.. لماذا قتلوا "علي" عندما حمل هموم الأطباء بإعادة توزيع الدخل القومي لصالح قطاع الصحة ؟ لماذا كلما طالب أحد أبناء الجنوب أو الشرق أو الغرب بإعادة التفاوض سلميا حول أمر السودان كان نصيبه الاستباحة و القتل؟؟ ، و على كلٍّ .. فلولا تلك الأيدي الآثمة لكان علياً بيننا الآن و هو يبلغ من العمر56 عاما فيالها من سن للنضوج و يالها من تجربة عظيمة !" و لكن كما لاحظ خليل فرح مبكرا" : وهل بمقدور العنزة الفاردة أن تبقى على قيد الحياة حتى عمر كهذا أو لما بعده في بلد كالسودان. . ! ؟و منذ العام 1979 و نحن متعلقين بـ "علي فضل أحمد" نناديه تحببا و صفاء بـ "علي يا فضل" و هي تسمية و حالة و وصف كامل من صنع رجل بسيط بمعامل كلية الطب منسوب للطبقة العاملة المصرية! و عليا بعد أن تعرفه "ولا تستطيع أن تتذكر متى و كيف كان ذلك من هول جمال التعاطي المنداح"، سرعان ما يستدرجك عفوا و اقتدارا إلى أن تتأمله و ترصد مكونه الفريد الخاص، و يظل زنادك قلبا و عقلا " مقدوحا" من فرط هذا السجال الفكري –الإنساني المدهش! ثم ينمو حبك له في خط صاعد أشبه بخطوط العلاقة الإحصائية ذات القيمة الإيجابية العالية The linear relation ففي العلاقة مع علي و في صعيدي الصداقة الحميمة و العمل النضالي الجاد تجد تنفسك منطلقا كما التحليل الإحصائي الدال من حالات عشوائية غير جاهزة و لا مصنفة سلفاً Non-biased عينات واسعة و أثيرة و مريحة.. ثم سرعان ما يسوقك (علي) كوقع الحافر بالحافر وبذكاء إنساني لا ينضب إلى حالة من البساطة و الثقة و الاحترام المتبادل لا تعترف بالشكليات و لا الخوف من الخطأ أو اللوائح أو الضوابط لينتهي معك عند تخوم الجمال و الحقيقة.. لم أر شخصا متزنا "و منتجا" على الصعيد اليومي كما "علي فضل أحمد". . حقاً، فقد كان حديثا و متمدنا و بسيطا كالحقيقة أو كما جاء وصفه في كتاب الشهيد الصادر في 21/4/1991 من لجنة نقابة الأطباء الشرعية.و ها نحن نعيد اكتشافه مجددا عند المدى 86-1989 .. كنا معاً عندما وصلنا تلك المزرعة بضاحية الخرطوم في فبراير 1987 فلقد مثل ذلك الاجتماع الموسع و الذي تجلت في أمر ترتيبه و الإصرار عليه عبقرية الشهيد التنظيمية و الفكرية الفذة و أصالة نهجه الديموقراطي الجماعي، مثل نقطة الانعطاف التي رسمت مسار مستقبل حركة الأطباء لاحقاً و بلورت نهجها و رؤاها الجديدة ..! و في مساء 26/11/1989 قال لي يوم اشتعال شرارة الاضراب البطولي لأطباء السودان في مواجهة طغمة الإنقاذ : يا أبو الحاج ، لسنا سعداء لأن الإضراب قد تم تنفيذه بنسبة تفوق الـ96% وهذا دون شك إنجاز يحتسب للحركة ، بقدر ما إننا سعداء لأن قرار الإضراب قد اتخذته الغالبية الساحقة للأطباء من داخل جمعياتهم العمومية ، و إن كان علي فضل قد استشهد بسبب ذلك الإضراب فإنني أقول و للتاريخ و للحقيقة :" لم يكن شهيدنا و على المستوى الشخصي مقتنعا بتوقيت الإضراب و ظروف الإعداد له ؛ فعلي فضل بكل تجربته و ثاقب نظره لم يكن ممن يدخلون المعارك الكبيرة بدون حساب دقيق لمجمل الوضع على الصعيدين الوطني/السياسي و التنظيمي، لكنه نفذ الإضراب و أصبح في قيادته؛ لأنه كان قرار الجمعيات العمومية و قرار اللجنة السياسية للتنظيمات الوطنية وسط الأطباء.
_________________________
Thanks Ya Khalid for this moving article and testimony... here is my testimony on the torture and killing of Ali Fadul, I believe not many heard it before: On Thursday April 16th 1992 around 7 pm the serial killer Abu Zeid of Citibank Ghost House admitted that "Ali fadul we killed him here". He said this in front of another five prisoners while he was pushing us into the small room known as 'weapon storage room' in the far northern side of that notorious place. Those 5 witnesses are still alive. Around the same time on April 23rd, 1992 the notorious torturer Major Adil Awad, along with his torture team of 7 admitted braggingly that "We killed Ali Fadul in this same room, and we gonna kill you, too". This was at the HQ of the Security, aka Al-amara, in Khartoum East.
Quote: لا أدري إذا كان نهج نيلسون مانديلا حول المصالحة و الحقيقة قد يصلح لبلادنا أم لا؟!
Truth and Recociliation Concept was not meant to be applied in such cases. It meant to cover those who were fighting and able to strike back but not civilians who were peascefully opposing the regimeThe crime of torture لا تسقط بالتقادم
mohamed elgadihttp://ghosthouses.blogspot.com/
No comments:
Post a Comment