Wednesday, June 29, 2005

اليوم العالمى لمناهضة التعذيب

http://www.midan.net/nm/private/news/index_news2.htm
وَسِيلَةٌ خَسِيسَة - ْ1
بقلم/ كمال الجزولى



يحسن (مركز الأمل لضحايا العنف والتعذيب) بالخرطوم صنعاً ، هذه الأيام ، وهو يطلق حملته المجيدة لتعميق المناصرة advocacy لمناهضة التعذيب فى فضاء المجتمع المدنى السودانى.
والحق أنه ، وعلى حين يتزايد الاهتمام فى شتى البلدان بإحياء السادس والعشرين من يونيو (اليوم العالمى لمناهضة التعذيب) ، فإن ضمير الإنسانيَّة ليقشعرُّ رعباً حين يذكر أنه أتى على مناهج التحقيق الجنائى حين من الدهر كانت تقضى فيه بتعريض المتهم للنار ، أو إلقائه فى اليمِّ مكتوفاً ، أو إرغامه على تجرُّع السُّم ، أو تركه فريسة للوحوش الجائعة ، كوسائل (مشروعة) (لاختبار!) براءته ، فإن كان بريئاً فإن الآلهة سوف تنجيه حتماً!
كان عرب الجاهليَّة ، مثلاً ، يرغمون المتهم على لعق طاسة مُحَمَّاة فى النار بلسانه ، فإن كان بريئاً لم يُصب بسوء! وكان قدماء المصريين يعرضونه على (تمثال!) الاله آمون الذى (يسأله) رئيس الكهنة عمَّا إذا كان بريئاً ، فإن لم يهز (التمثال!) رأسه بالايجاب يُعذب المتهم حتى يعترف! ولدى قدماء الاغريق أرسى أرسطو الأساس الفلسفى لنظام التعذيب باعتباره (خير) وسيلة للحصول على الاعتراف! كما مارسه الرومان على الأرقاء وأهل المستعمرات فى أواخر عصر الجمهوريَّة ، ثمَّ على المواطنين أنفسهم ، فى جرائم الخيانة العظمى ، مع مطالع الحقبة الامبراطوريَّة.
وفى ملابسات المواجهة بين العلماء والاكليروس الكنسى ، فى التاريخ القروسطى الأوربى ، استخدم التعذيب فى النظامين الانجلوسكسونى والقارى continental. ومنذ القرن 13م بدأت فى الانتشار ، بخاصة فى إيطاليا ، محاكم التفتيش Inquisition كمؤسسات (قضائيَّة) تتبع مباشرة للبابا وممثليه ، لتشيع الفزع بدعوى ملاحقة الهراطقة باسم الكنيسة الكاثوليكيَّة ، على حين كانت ، فى حقيقتها ، واحدة من أبشع صفحات الاستهداف للفكر السياسى المعارض ، وقد بلغت أوج نشاطها خلال القرنين 15م ـ 16م. وفى ما بعد صارت دلالة مصطلح (محاكم التفتيش) تنسحب على كل تحقيق تعسُّفى arbitrary أو محاكمة لا تقيم اعتباراً لحقوق الانسان ، خصوصاً متهمى الرأى والضمير.
إمتدَّ الزمن الذى اعتبر التعذيب خلاله وسيلة (مشروعة) حتى الثورة البرجوازيَّة العظمى فى فرنسا عام 1789م. على أن دواخل الانسان السَّوىِّ سوف ترتجُّ أيضاً ، حدَّ الزلزلة ، حين يذكر أنه ما زال يعيش ، حتى الآن ، فى عالم يتعرَّض الآلاف من رجاله ونسائه وأطفاله سنوياً ، وفى أكثر من مئة بلد ، والسودان من بينها للأسف الشديد ، لمثل هذه الأساليب الوضيعة فى انتزاع (الاعتراف) ، والوسائل الخسيسة فى (الحصول) من المتهم على (شئ ما)! بل وربما تعرَّضوا لما هو أفظع ، جسدياً ومعنوياً ، وهم يُدفعون دفعاً ، بكعوب البنادق وألسنة السياط ، معصوبى الأعين ، موثقى الأطراف ، مكبين على وجوههم ، بين أقبية معتمة تنشع بالروائح الزنخة والرطوبة الملحيَّة ، وبين زنازين ضيِّقة تكلست الحياة فى جنباتها الخانقة ، وتداخلت فوق أرضها الصلبة العارية وجُدُرها الصخريَّة الشائهة لطعات الدم بلطعات الصديد والمخاط والغائط والعرق! وليس نادراً ما يخرج بعض من كتبت لهم معجزة حياة أخرى وهمُ موتى فى الأحياء ، إلا مَن عصم ربك ، محضَ أشباح هائمةٍ ، مهشَّمى الأنفس ، مثخنين بجراح الروح والبدن ، متوجِّسين هلعاً حتى من ظلالهم ، يلتمسون الأمان فى العزلة عن الآخرين ، أو فى النقمة على الآخرين ، يحاولون اتقاء حتى بهرة الشمس الساطعة براجف الأكف فوق عيون كابية يترقرق فى مآقيها دمع زئبقىٌّ ، دون أن يجرؤ سوى أقل القليل منهم على اجترار ما رأى أو سمع فى ذلك البرزخ الخرافىِّ بين الحياة والموت!
يقع كلُّ ذلك ، وأكثر منه ، حين لا يستشعر (المُحقق) ذرة وازع من دين أو خلق ، أو حتى أوهى شعور إنسانىٍّ فى أدنى درجة من درجات التطوُّر ، يحول دون استقوائه ، فى لحظةٍ ما، بسلطةٍ ما ، لقهر المستضعف ، حالة كونه بلا حَوْل ولا طول ، محضَ كتلة آدميَّة زائغة النظرات ، مسحوقة الأعصاب ، واجفة الفرائص ، يابسة الشفتين ، مغلولة اليدين ، منزوعة ، قسراً ، من سياق الحياة الطبيعيَّة وضجَّتها كما تنزع ورقة بالية من دفتر قديم ، ومغمورة حتى فروة الرأس فى لجج من الرعب الساحِق ، والذلِّ الماحِق ، والألم المُمِض. كما ويقع ذلك أيضاً حين لا يلمس مثل هذا (المُحقق) رادعاً من رقابة دستوريََّّة تكفُّ يده الغليظة عن العبث بحياة الناس هكذا ، وتزجر نفسه السوداء عن الاستهانة بكرامتهم على هذا النحو ، أو حين لا يتوقع مساءلة قضائيَّة أو حتى إداريَّة تلزمه جادة المناهج الحديثة التى راكمتها قرون من التطوُّر المعرفى فى حقل العلوم القانونيَّة ، وسيَّجتها بالمعايير الدوليَّة لضمانات حقوق الانسان وأشراط المحاكمة العادلة!
مع ذلك كله فقد قطعت البشريَّة رحلة شاقة باتجاه رفع قضية (مناهضة التعذيب) إلى قلب أولويَّاتها. وشكل إنشاء (الأمم المتحدة) ، تحت رايات المفاهيم الجديدة للحريَّة والديموقراطيَّة بعد الحرب الثانية ، محطة مهمَّة فى تلك الرحلة. ففى 10/12/1948م صدر (الاعلان العالمى لحقوق الانسان) الذى تنصُّ (المادة/5) منه على حظر تعريض أىِّ إنسان للتعذيب أو الحط من كرامته. وفى 16/12/1966م رفدت الجمعيَّة العامة (الشرعة الدوليَّة لحقوق الانسان) بوثيقتين أساسيَّتين:
الأولى: (العهد الدولى للحقوق المدنيَّة والسياسيَّة) الذى دخل حيِّز التنفيذ فى 23/3/1976م ، وتنص (المادة/7) منه على عدم جواز إخضاع أىِّ فرد للتعذيب أو لأيَّة معاملة قاسية أو غير إنسانيَّة أو مهينة ، وتنص (المادة/2/3) منه على التزام كل دولة طرف فيه بأن تكفل لكل فرد تقع عليه مثل هذه الاعتداءات علاجاً فعَّالاً لحالته بوساطة السلطات القضائيَّة أو الاداريَّة أو أىِّ سلطة أخرى مختصَّة ، وأن تضمن تنفيذ ذلك العلاج ، كما تنص (المادة/14) منه على عدم إلزام أىِّ متهم بالاعتراف أو الشهادة ضد نفسه.
والثانية (البروتوكول الاختيارى الثانى) الملحق بذلك العهد ، والذى دخل حيِّز التنفيذ أيضاً فى نفس التاريخ ، وتنص (المادة/1) منه على إقرار كل دولة طرف فيه باختصاص (اللجنة الدوليَّة لحقوق الانسان) ، المنشأة بموجب (المادة/28) من العهد ، باستلام ودراسة تبليغات الأفراد الذين يدَّعون أنهم ضحايا انتهاك تلك الدولة لأىٍّ من حقوقهم ، كما تنص (المادة/2) منه على حقهم فى التبليغ.
وفى 9/12/1975م إعتمدت الجمعيَّة العامَّة تعريف (التعذيب) فى (إعلان حماية جميع الأشخاص من التعرُّض للتعذيب وغيره من ضروب المعاملة والعقوبة القاسية أو اللا إنسانيَّة أو المهينة) بأنه: "كلُّ فعل يُنزل بشخص ، عن عَمْدٍ ، ألماً أو أنواعاً حادة من العذاب ، بدنيَّة كانت أم ذهنيَّة ، وذلك من جانب موظفين عموميين ، أو بتحريض منهم ، بهدف الحصول منه ـ بصفة خاصة ـ أو من شخص ثالث على معلومات أو اعترافات ، أو معاقبته على فعل ارتكبه ، أو يُشتبه أنه ارتكبه ، أو تخويفه ، أو تخويف أشخاص آخرين".
ويذهب فقهاء القانون الدولى والجنائى إلى أن التعذيب ، بهذا المفهوم ، غير مبرَّر ، لا من ناحية الأخلاق ولا من ناحية القانون ، علاوة على كونه بلا طائل من الناحية العمليَّة ، حيث لا تنتج عنه ، فى الغالب ، سوى معلومات زائفة. فلئن كان من السهل إرغام شخص على الكلام ، فمن العسير إجباره على قول الحقيقة.
وقد تحدَّد ، فى الاعلان أيضاً ، معيار معاملة المقبوض عليهم باتساق مع قواعد الحدِّ الأدنى المعياريَّة لمعاملة المسجونين الصادرة عن مؤتمر الأمم المتحدة الأول بجنيف حول منع الجريمة ومعاملة المجرمين لسنة 1955م ، والتى اعتمدت من قِبَل (المجلس الاقتصادى ـ الاجتماعى) عام 1957م.
وبطلب من الجمعيَّة العامة فى 8/12/1977م ، عززته فى 16/12/1983م ، أعدت (اللجنة الدوليَّة لحقوق الانسان) مشروع تحويل (الاعلان) إلى (اتفاقيَّة) وأحالته إلى الجمعيَّة العامَّة فى 6/3/1984م ، فأجازتها فى 10/12/1984م ، ودخلت حيِّز التنفيذ فى 26/6/1986م ، وهو التاريخ الذى اعتمدته الجمعيَّة ، فى ديسمبر 1997م ، يوماً عالمياً لمناهضة التعذيب. فما هو مضمون الاتفاقيَّة ، وما هى أهميَّتها؟! وكيف يمكن دعم مبادرة المنظمة السودانيَّة بشأنها؟! هذا ما سنحاول أن نعرض له الأسبوع القادم بإذن الله.
28 يونيو 2005

Monday, June 27, 2005

UN Torture Survivors Day

سودانيزاونلاين.كوم
* كلما كبرت الانسانية ازدادت حكمة..
"يجب أن ندرك أن المجتمع الذي يستخدم أساليب التعذيب هو مجتمع مريض ومصاب بخلل".
هذه هي قناعة الدكتور لوران سوبيليا الذي يشرف على مركز "فحص ضحايا التعذيب والحروب" في قسم الطب الجماعي بالمستشفيات الجامعية في جنيف. وهي قناعة توصل إليها من خلال احتكاكه اليومي بضحايا التعذيب منذ نهاية الثمانينيات.
احتفلت شتى بلدان العالم امس باحياء ذكرى السادس والعشرين من يونيو ، اليوم العالمي لمناهضة التعذيب ، حيث اصدرت الجمعية العامة في عام 1948 الاعلان العالمي لحقوق الانسان الذي نص على حظر تعريض اي انسان للتعذيب او الحط من كرامته ، ولكن لم يكن ذلك الاعلان صفة الزامية اول مرة فقد رفضت الجمعية العامة من عام 1966 ما اصبح يعرف لاحقا «بالشرعية الدولية لحقوق الانسان» وفي عام 1975 اعتمدت الجمعية العامة اعلان حماية جميع الاشخاص من التعرض للتعذيب وغيره من ضروب المعاملة والعقوبة القاسية او اللاانسانية او المهينة.
وقد جرى تعريف التعذيب بانه كل فعل ينزل بشخص عن عمد الما او انواعا حادة من العذاب بدنية كانت او ذهنية ، وذلك من جانب موظفين عموميين او بتحريض منهم بهدف الحصول منه بصفة خاصة او من شخص ثالث على معلومات او اعترافات او معاقبته على فعل ارتكبه او يشتبه انه ارتكبه او تخويفه او تخويف اشخاص اخرين ، وقد ازداد اهتمام القانون الدولي بحقوق الانسان ومناهضة التعذيب عبر شبكة الاعلانات والاتفاقيات والمواثيق الدولية والاقليمية.
وقد عقد مركز الامل لضحايا العنف والتعذيب ورشة حول المناصرة لمناهضة التعذيب حيث قدم الاستاذ المحامي كمال الجزولي ورقة بعنوان الثقافة الدينية كمحفز عقدي للمناصرة ضد التعذيب.. «الاسلام نموذجا» تناول فيها اساليب او نظم التعذيب على مر العصور والعهود ومنذ تاريخ المجتمعات البشرية في عقابيل القرون الوسطى والعهد الحديث والرحلة التي قطعتها البشرية تجاه رفع قضية مناهضة التعذيب، وركز الجزولي في ورقته على الثقافة الدينية للجماعة المستعربة المسلمة في السودان ، موضحا ان خطاب الاستخلاف والتكريم موجه الى جميع الناس لا الى اصحاب «السلطان» ، الذين قال انهم يحيطون انفسهم بقدر من العصمة والقداسة» سواء في الحكم المطلق للفرد او النخبة الحاكمة او الطبقة الاجتماعية السائدة اقتصاديا وسياسيا .
وقال ان ممارسة القهر بدعوى تنزيل ارادة الله على البشر ليست وقفا على تاريخ الدولة الاسلامية وانما عرفته البشرية بمختلف اجناسها واديانها ولغاتها وثقافاتها. وبهذه الوضعية القرآنية لتكريم العقل والفطرة او المسؤولية المؤسسة على حرية الاختيار يقول الجزولي يمكن وبصورة عامة استخلاص مجمل مضمون وجوهر الموقف الاسلامي من التعذيب قبل النقاذ الى الصورة المخصوصة التي وردت بشأنه في سياق الخطاب القرآني ، ويشير بأن هذه الوضعية لم تتسرب في تاريخ الفكر الاسلامي بذات السلاسة التي هي عليها في الخطاب.
وقال الجزولي ان الخلاف ينشب دائما في تاريخ الفكر السياسي الاسلامي على تخوم العلاقة بين ارادة الله وارادة الحاكم على خلفية النقاش حول العلاقة بين ارادة الله وارادة البشر.ويرى الجزولي بان اقدم واقوى قراءة مفهومية اسلامية للانسان وحقوقه وردت في سياق الصراع الفكري والسياسي حول منظومة المفاهيم القرآنية للتكريم والاستخلاف والعقل والاختيار والعدل والمسؤولية.
وخلص الجزولي في نهاية ورقته بأن الاعتراف والاقرار في الشريعة الضاربة في جذورها في مصادرها المقدسة مثلما في القانون الوضعي المستند الى الفطرة السليمة وان قاعدة القبول والاستبعاد فيما يتصل بالاعتراف والاقرار في القرآن والسنة والفقه مؤسسة على ضرورة التحقق من توفر عنصر الاختيار او نقيضه الاكراه قبل التقرير بشأن صحة او عدم صحة الاقوال الصادرة من المقر.
وقدم الدكتور مرتضى الغالي ورقة باسم خصائص اجهزة الاعلام ومطلوبات المناصرة ، حيث قال بأن وسائل الاعلام الجماهيرية كيانات اتصالية قوية وذات تأثير على كيفية رؤية الناس للعالم وهي الرباط الوحيد للشخص بالاحداث التي تدور خارج غرفة المعيشة .وقال ان لوسائل الاعلام تأثيراتها في اظهار او تحريف واحياء او اغتيال قضايا المجتمع وضرب مثلا بقضية دارفور واسعار الاسمنت وتكوين لجنة الدستور، ويقول مرتضى في العالم المعاصر وفي ظل التطور التقني والسياسي والاجتماعي والثقافي اصبحت وسائل الاعلام عنصرا مفتاحيا في استحضار المشاركة الشعبية من اجل تنمية مستدامة.
ويرى مرتضى بأن وسائل الاعلام هي القناة العصرية التي يمكن عبرها تشكيل الرأي العام والتأثير في ذات الوقت على صانعي القرار والمناصرة ضد التعذيب ،والتي قال من بينها القوانين والوقائع وحالات التعويض والعلاج والتأهيل ورد المظالم والتصديق ،الحصانة ، عدم الافلات من العقاب ، نشر الثقافة ، التضامن المجتمعي ، الرصد والرقابة.ويقول مرتضى ان مفهوم ا لمناصرة وفق المنظمة السودانية لمناهضة التعذيب نتاج لمحصلة التأثيرات المطلوبة على السياسات العامة وتخصيص الموارد والقرارات عبر الانظمة السياسية والاقتصادية والمؤسسات بما يؤثر مباشرة على حياة جماهير المواطنين .
ويرى بأن المناصرة تشكل منظومة دفاع ودعم لحقوق ضحايا التعذيب وعوائلهم وضحايا انتهاكات حقوق الانسان الاخرىويقول ان الهدف الرئيسي من استراتيجية المناصرة هو انهاء ثقافة الحصانة والتحرش والانتهاكات واستبدالها بثقافة المحاسبة واحترام الكرامة الانسانية.ويرى الاستاذ علي محمد عجب بأن المناصرة هي عملية تهدف الى تطوير قضايا محددة عن طريق الوصول الى تغيرات محددة في السياسة العامة وانها تحتوي على العديد من الافعال المنظمة والمخططة تهدف الى التأثير على عملية صنع القرار والمساعدة في البناء وخلق مناخ موات لتطبيق او تغيير او انفاذ القانون.
ويقول المحامي عز الدين عثمان في ورقته المناهضة والملاحقة في افاق تحول ديمقراطي ، بان ممارسة التعذيب تكاد تمثل سياسة منهجية للعديد من المؤسسات عبر تاريخ السودان سواء في الفترات الشمولية او العسكرية او سنوات الحكم المدني.ويرى بأن التعذيب لا يقتصر على الضحايا من السياسيين وانما يمثل التعذيب واضطهاد المشتبه بهم والمتهمين في القضايا الجنائية العادية عادة متأصلة في اداء اجهزة بعينها ، ويقول بأن تعذيب السياسييين او المعارضين للانظمة الحاكمة يقل في فترات الحكم الديمقراطي كما ان حالات التعذيب تجد حظها من الفضح في فترات القمع الشمولية عبر انشطة منظمات حقوق الانسان والقوى السياسية وان التعذيب كممارسة تطال غير السياسيين في الحراسات المختلفة.
وعزا الافلات من العقاب والفشل في ملاحقة مرتكبي جرائم التعذيب الى ان القانون العقابي السوداني لا يعرف هذه الجريمة بالمعنى المتعارف عليه دوليا كما ان السودان لم يصادق على اتفاقية مناهضة التعذيب وتجاهل المحاكم للادعاء بوقوع تعذيب وطلبها من الضحايا القيام بفتح بلاغات منفصلة بذلك بالاضافة الى الحصانات الممنوحة لموظفي انفاذ القانون واشتراط الاذن لبدء الاجراءات ضدهم.
ويقول عز الدين ان هناك العديد من الاستراتيجيات للمناهضة والمحافظة ، من بينها الرصد والفضح والمواجهة والتفاوض والمشاركة.بمناسبة اليوم العالمي لمساندة ضحايا التعذيب،
يقول الدكتور لوران سوبيليا، المشرف على مركز "فحص ضحايا التعذيب والحروب" في جنيف.والذي يعالج الضحايا والجلادين ايضا ان افضل وقاية من التعذيب هي إعادة التاهيل، فعندما توافق حكومة ما على إعادة تأهيل ضحايا التعذيب فهي تقر بأن المشكل قائم، لكن عندما تكتفي بالوقاية، فهي تنفي نوعا ما وجوده.
وعبر رئيس المركز الذي يعالج الضحايا والجلادين أيضا، عن استيائه من تدني ظروف الاستقبال والتكفل بضحايا التعذيب جراء تشديد قوانين اللجوء والهجرة في سويسرا. وقال إن الإمكانيات المخصصة لكسر شخص ما في مؤسسات السجن والاعتقال ضخمة جدا، بينما تظل الإمكانيات المرصودة لإصلاح الكسر الذي ألحق بالفرد هزيلة جدا! وقد لاحظ فريق الدكتور سوبيليا أن القمع السياسي يظل من أهم العوامل المتسببة في ظاهرة التعذيب، فـ18% من الضحايا التي تصل إلى مركز جنيف تؤكد أنها تعرضت للتعذيب، بينما يقول 61% إنهم عايشوا مآسي مثيرة للصدمة من جراء الحروب أو المجاعة.وعن أصول الضحايا التي تقصد المركز، أوضح الدكتور سوبيليا أن فريقه استقبل قبل سنتين أشخاصا ينحدرون من 51 جنسية. أما حاليا، فمعظم الذين يعالجهم المركز الجديد هم أبناء منطقة الشرق الأوسط. وقال الدكتور سوبيليا بهذا الشأن: "لدينا الكثير من العراقيين الآن. وكذلك ضحايا من مصر والجزائر وتونس على سبيل المثال. إن العالم العربي ممثل بشكل جيد، ومنطقة البلقان أيضا" ويقصد مركز جنيف عدد ملفت من ضحايا التعذيب في العالم العربي، خاصة من العراق ومصر والجزائر وتونس. Keystone
ومن المقرر ان تحتضن الخرطوم حملة لدفع الحكومة الى المصادقة على اتفاقية مناهضة التعذيب وتشارك فى الحملة منظمات حكومية وغير حكومية وتطالب الحكومة كذلك بجعل التعذيب جريمة يعاقب عليها القانون ،والحملة ينظمها مركز الامل للتأهيل وكذلك مركز الخرطوم لحقوق الانسان ،وهى حملة تطالب الحكومة السودانية بالاسراع فى التطبيق الفورى على اتفاقية مناهضة التعذيب وتطالب الحكومة ايضا ان يتضمن القانون الجنائى تجريم واضح للتعذيب وتعريف له كذلك .
وهذه الحملة ترى ان تطبيق على هذه الاتفاقية سيعزز حماية حقوق الانسان فى السودان والقضاء على التعذيب سيكون ممكنا اذا تمت المصادقة هذه المنظمات والتى من بينها المجلس العام لعلاج ضحايا التعذيب وادارة حقوق الانسان التابعة للامم المتحدة والمجلس الاستشارى لحقوق الانسان وسيقدمون ايضا وثيقة للبرلمان ولرئيس الجمهورية يطالبون فيها بالتصديق الفورى. كذلك الحملة تطالب فى حالة الادعاء بالتعذيب او اساءة المعاملة يجب اجراء تحقيق سريع ونزيه وفاعل استنادا على دليل الامم المتحدة المتعلق بالتقصى والتوثيق بشأن التعذيب.

Thursday, June 23, 2005

DC is Declared a Torture-Free Zone

June 26 News
June 26, the United Nations International Day in Support of Torture Victims and Survivors, is commemorated annually by TASSC. This commemoration includes various events, including a 24-Hour Vigil, meetings with government and non-government officials and those held among survivors themselves, press conferences, etc.
On June 21, 2005, the DC Council voted unanimously to establish the District of Columbia as a Torture Free Zone!!

VIGIL SCHEDULE
Vigil Flyers in English , Spanish, and French
Petition for Voices Against Torture Campaign in English, Spanish, and French
Fasting Against Torture Sign-up Sheets in English and Spanish
Civil Disobedience English

About TASSC
Who are we? What do you do? What's the story behind your logo? These questions and others are available in our Frequently Asked Question (FAQ). Click here to learn more.

June 26

http://www.countmeincalendar.info/countme/CMICampaigns.nsf/UNIDs/BC9A19414BFD475485256DA20044666D

International Day in Support of
Victims of Torture
26 June 2005


First observed in 1998, this Day was chosen because on 26 June 1987, the UN Convention Against Torture came into force - and on 26 June 1948 the United Nations Charter was signed.
Since its founding, the United Nations has worked towards the eradication of torture.

The UN Convention Against Torture obliges the 105 states which have ratified it to act to prevent torture and to ensure that torture is an offence punishable under criminal law. A UN Special Rapporteur on Torture responds to complaints from individuals and groups, and reports to the UN High Commission on Human Rights. Yet still torture persists. Today there are over 200 treatment centres or services for torture survivors, and there is now profound knowledge of torture methods, the effects of torture, and how to diagnose and rehabilitate torture victims. A United Nations Voluntary Fund for Victims of Torture was established in 1981. From 1983 - 1998 300 projects were financed by the project.
For more information visit the United Nations Events website

In 1945, representatives of 50 countries met in San Francisco at the United Nations Conference on International Organisation to draw up the United Nations Charter. The Organisation officially came into existence on 24 October 1945, when the Charter had been ratified by China, France, the Soviet Union, the United Kingdom, the United States and a majority of other signatories.