Monday, May 18, 2020

Responsibility of Torture Witnesses

Ustaz/Ali Agab is a well-known human rights lawyer in the UK and who helped many torture survivors to start the legal process against the perpetrators.
In this easy to understand he explains and outlines the process in a simple language to encourage witnesses to take action. 
Post originally published in Facebook

قيد بلاغ جنائي في مواجهة عبد الغفار الشريف، التعذيب وإساءة المعاملة.


للإجابة على سؤال لماذا لم يواجه عبد الغفار الشريف الضو، حتى الآن العدالة عن أي من جرائم التعذيب التي ظل يرتكبها ضد كافة السودانيين خلال ثلاثة عقود. هذه دعوة لان نجيب مجتمعين على هذا السؤال بشكل عملي. اننا بحاجة لشاكي واحد من بين آلاف ليكسر حلقات هذا السؤال، ونبدأ مرحلة جديدة مع عبد الغفار وغيره.
الشاكي: هو أي شخص تعرض للتعذيب على يد عبد الغفار الشريف، يتقدم عن طريق محاميه بعريضة الي وكيل النيابة، يطلب قيد بلاغ جنائي في مواجه عبد الغفار الشريف.
من يصلح ان يكون شاهداً في هذا البلاغ؟
شخص معتقل في نفس الوقت والمكان، يمكن ان يكون شاهد التعذيب مباشرة، أو
شاهد أثر التعذيب على الشاكي فقط، أو
حضورا بالمعتقل أيام اعتقاله وتعذيبه، أو
من قابلوه بعد ان خرج من المعتقل وأخبرهم بما حدث له من تعذيب وإساءة معاملة، أو
من افراد اسرته يشهد على الوقائع قبل وبعد إطلاق سراحه، أو
صديق او أي فرد في الحي علم بواقعة الاعتقال.
كل هذه الوقائع تعتبر بينات منتجة ومقبولة قانوناً.
المستندات: المستندات في هذا البلاغ بينات تكميلية، مستندات طبية، أو الأشخاص الذين شهدوا آثار التعذيب او إساءة معاملته.
يمكن ان تؤخذ شهادة ضحايا اخرين، على أساس البينة المشابهة والظرفية التي تؤكد ان المشكو ضده كان ضالعا وبشكل راتب في تعذيب وإساءة معاملة المعتقلين.
هذه القضية بمجرد قيدها تمكن من بناء قضية استراتيجية متماسكة وستفتح الباب امام آلاف الضحايا للانضمام للبلاغ، تنظر جميعاً ضده في نفس المحكمة.
هناك هيئة من المحامين مستعدة للتصدي لقيد الإجراءات ومتابعة البلاغ.
هذه دعوة لحصر كل من تعرض للتعذيب او إساءة المعاملة على يد عبد الغفار ويدخل في ذلل الناجين والضحايا واسرهم واصدقائهم ومن زاملهم في المعتقلات.

Sunday, May 17, 2020

Re-visiting the Torture experience and PTSD

Educator, writer, and human rights activist Osman Turath posted this piece that was originally written in English by his son, a victim of torture.

This is what PTSD looks like as most of the young and older human rights activist had to live when they were asked by the Attorney General Committee to tell what happened to them in the torture center run by former regime of Muslim Brothers in Sudan.
(Re-posted with permission)



محمد ابني ذهب إلى مقر لجنة التحقيق ثلاث مرات لكي يدلي بشهادته حول ما شاهده بعينيه وما عاشه وواجهه بنفسه في مذبحة فض الاعتصام، لكنه، وبسبب مشقة الأمر نفسيا، لم يستطع الادلاء بتلك الشهادة، وكتب هذا النص بالإنجليزية ثم قام بترجمته إلى العربية:

#تحذير_من_محتوى_مؤلم
يطلبون منك الإدلاء بشهادتك...
أن تتلو عليهم قصتك,
وكأن الحديث عن مصاب الشر الذي وقع عليك قد..
يشفيك،
أو يوقف هلاك هذا العالم,
أو قد ربما يُرقِد آلامك،
أو آلام احدهم..
بسلام.

"من قتلهم"؟ يسألون ببساطة.
"هل رأيت الشيطان"؟
"كيف تصرفت حين صُلب المسيح"؟
"هل رأيت الابتسامة تعلو وجوه من اغتصبوا مريم العذراء"؟
"أين كنت"؟ "لم كنت حيث كنت"؟
"كم ميل جريت"؟
"من اطلق النيران؟"
"من اصابت؟"
"ماذا كان يخطر ببالك؟"
"من كنت تخاف ان تفقد؟"
"من كان يهاب فقدانك؟"
"هل أقدمت تجاه الموت أم فررت نحو الحياة؟"
"هل نزفت؟" "اتزال ندوبك تزين جسدك؟'
'كم مرة مت؟"
"هل تشعر بالامتنان؟"

لست انا عدوكم..
بل ذنبي الذي احمل.

هذا الذنب.
يحاصرني في ساعات التجلي المباركة،
ثم يلقي عليها اللعنات.

يؤذيني باللوم الذي يلقي علي،
يلومني لأنني حاورت الرصاص الذي اصاب رفاقي،
لأني لم التفت للخلف،
لم اسقط،
لم أمسك بأيدي المزيد من اولئك الذين سقطوا،
لا يكترث..
هذا الذنب، ان لدي يدان فقط..

ذنب النجاة، يثقلني بحمولة موت من لم ينجو،
يناديني بحاصد الارواح،

"الموت يتبعك،" يقول:
الست صديقا قديما لعزرائيل؟"
يجعل منك مملوكا له،
يرغمني على حمل جثامين الشهداء على كتفي
من حلم.. إلى آخر..
وفي اليقظة..
يجلد ظهري..
يربط حبلا حول عنقي المليء بالندوب
ليجرني على الرصيف المدمى حتى يتشظى جلدي الواهن
وحين يجدني مشوها تماما،
يلقي بي ، فأعود للعالم,
.
أعتذر لهذا العالم المرهف،
وأعيد تعريف نفسي اليه،
أحذره بأني قد أؤذي نواة الكوكب الأخضر دون قصد.

انا لست من اتمنى ان اكون,
لست من افنيت عمري في محاولات كونه،
انا...
افنيت عمرا في الجحيم،
وعدت بلغة محترقة.

يطلبون منك شهادتك،
ولست أعلم علام يريدونني أن اشهد،
وانا لست من كنت هناك في أرض المجزرة.
لا يدخل الرجل الجحيم ويخرج منها نفسه،
يخرج منها،
حاملا للجحيم التي صارت تسكن داخله..
جلده ليس سوى محاكاة رخيصة للبشر،
جسده ماعون للصدمات،
رأسه مشوش بفكرة من كان يوما ما..
وجوده في الأرض تجسيد للحزن والفقدان...

انا لست عدوكم،
بل حزني الذي احمل...

اسميه حزنا لأن لغتي لا تعلمني كلمات تكفي لوصف هذا الوباء،
كالورم الخبيث،
ينمو على جسدي،
تحمله أطرافي،
يلوث قلبي الأحمر،
يشظيه إلى أشلاء،
يغمسه في وعاء حبر أسود،
يلوث به الجدران،
يصرخ ببذاءاته في اذنيي،
لتخرج من فمي.
وحين ينتهي من جعلي مسخا..
يؤذي من يجلسون بجانبي،
عبري انا...
احاول منعه،
ولكنني لست سوى مملوكا لديه.

فيطلبون مني شهادتي،
ولكني انذر للرحمن صوما من الحديث عند الصباح،
واحدث كل انسي ارى في المساء.

لست أهلا للشهادة،
أو أن اتحدث، أو يحدثني أحد.
لست صالحا للرفقة، او المشي معه،
أو الاعتماد.

انا لست سوى ذكرى مما يطلبون مني الشهادة به.
حيثما جاءت الكارثة،
تترك نتائج كارثية،
وانا لست سوى نتيجة كارثية لحدث كارثي.
مريع، مرعَب، مرعِب، مصدوم، مصاب، ومتعب.

يطلبون مني الشهادة، مرة اخرى،
فأسال اولا:
"هل انا حقا ببشاعة ما رأيت؟
اتخيفكم اثار الدم على يدي؟
ام تضجركم قصص الموت التي احملها بعيني؟
الم تسأموا؟
من تكرار الحروف؟
والخطب السخيفة؟
والوعود البالية؟

مريع، مرعَب، مرعِب، مصدوم، مصاب، ومتعب.
استهلكني التعب،
ومراجعة الخطوات لإستذكار تفاصيل الحكاية.
اخاف على قصتي ان يفقدها التكرار معناها،
إني...
اخاف على الحقيقة.
اخاف من الإدلاء بهذه الشهادة.

محمد عثمان (Gaki)
10 فبراير2020